البروفيسور عثمان عبد العزيز الجندي، كبير جراحي الوجه والفكين: علامة من علامات الطب الحديث في السودان

الجامعة الوطنية - مكتب الإعلام - القاهرة

في أم درمان، المدينة التي تصنع رجالها كما تصنع تاريخها، خرج عثمان عبد العزيز الجندي من بيتٍ يعرف معنى الانضباط، ومن مجتمعٍ تُربي تفاصيله أبناءها على خليط من الصلابة والوداعة. من حي البوسطة بدأت الحكاية، ومن منزل كان العمل فيه قيمةً تُمارس قبل أن تكون شعاراً، تشكلت ملامح الطبيب الذي سيصبح لاحقاً أحد أبرز أعمدة جراحة الوجه والفكين في السودان.

طفولته المبكرة كانت تمريناً على الانتباه، موسيقى، رياضة، مسرح، جمعية جغرافيا، وأكورديون يصدح كل صباح في مدرسة الأحفاد. كان ذلك الاختلاط المبكر مع المجتمع المفتوح سبباً في مرونة لاحقة ظهرت في شخصية الطبيب والجراح والأستاذ.

وقد لعب القدر دوره مرتين، الأولى حين فتحت له يوغسلافيا باب طب الأسنان بدلاً من الطب، والثانية حين ثبّتته الدراسة في مساره الجديد. لكن التفوق، كما يروي، لم يأتِ من دفاتر الحظ وحدها، بل من حزن عميق على وفاة والده، كان يحوّل الألم إلى طاقة تُدفع نحو الأعلى.

تدرّج بروف الجندي بسرعة في السلم المهني، من جوبا إلى الخرطوم حيث تولى إدارة مستشفى الأسنان، ثم إلى سراييفو من جديد بحثاً عن المزيد من المعرفة. قبل أن يعود ليؤسس تخصصات جديدة، ويقود مجالس مهنية، ويخرّج أجيالاً من الجراحين

البروفيسور الفاضل محمد عثمان الحسن: من سواقي كسلا إلى ريادة طب الأمراض الباطنة والكلى

الجامعة الوطنية – مكتب الإعلام – القاهرة

استضاف "بودكاست الوطنية" البروفيسور الفاضل محمد عثمان الحسن، استشاري أمراض الباطنة والكلى، في حلقة أعادت رسم ملامح ستة عقود من التحول التعليمي والاجتماعي في السودان، كما استعرضت مسيرة شخصية امتدت من ضفاف السواقي الجنوبية في كسلا إلى قاعات أعرق الجامعات العالمية.

ولد البروفيسور الفاضل في بيئة ريفية منظّمة شكلت قيم الانضباط والتكافل في شخصيته. تنقلت أسرته - القادمة من الحمداب شمال نوري - إلى كسلا بدافع الرزق والانتماء للطريقة الختمية، وهناك تلقى اسمه من السيد الحسن الميرغني نفسه، في قصة تكشف عمق الروابط الروحية والاجتماعية في تلك الفترة.

استعاد ضيف الحلقة تفاصيل المدرسة الأولية في غرب القاش، "السودان المصغر" كما وصفه، بتنوع طلابه وقوة مناهجه وتربية الانضباط والصحة المدرسية. ثم انتقل إلى الأميرية الوسطى والثانويات التي شهدت بدايات الوعي العام، من ثورة أكتوبر إلى الانخراط في النشاط الثقافي والرياضي.

روى البروفيسور محطات التعليم الجامعي بجامعة الخرطوم، وتفاصيل الابتعاث إلى إنجلترا، وتخصصه الدقيق في أمراض الكلى في وقت كانت فيه البعثات تُمنح مجاناً، والدولة توفر الرعاية كاملة. وامتدت تجربته المهنية بين التدريس، والبحث العلمي، وبناء شراكات إقليمية أسهمت في ترسيخ خدمات زراعة الكلى في السودان.

وفي ختام الحلقة، توقف عند تأثير الحرب الراهنة على التعليم والصحة، مؤكداً أن "النهضة تبدأ حين نستعيد قيم الانضباط، والاحترام، والعمل العام".

حمى الضنك هي معركة لا تُربح إلا بالوعي …